ما هو الموت؟ وماذا بعده؟!

هل الموت نزع للحياة؟ وما هو الموت وماذا بعده؟ وكيف يكون؟ وهل هي موته واحده؟
أسئلة كثيرة وغموض حول الموت.. لماذا نموت؟...

الله خالق كل شيء يحي ويميت وهو حي لا يموت...
الله الوهاب المعطي الكريم, ومن صفات المعطي الكريم انه لا يأخذ ما أعطي وبما أن الله قد وهب الإنسان الحياة فلا يمكن أن يكون الموت سلبا لها لأنها عطية من الله والعاطي لا يرد عطيته.

إذا فالموت ليس نهاية للحياة إنما هو تحول من صوره إلي أخري وولادة جديدة من طور إلي طور أخر وإعداد من مرحله إلي مرحله أخري, وهو يأتي في نهاية العالم الدنيوي ونهاية اختبار النفوس ومعرفه كل نفس لمحتواها ومكنونها فوجب أن تتحول هذه النفس من الصورة الترابية العدمية إلي صوره أخري لتناسب عالم الخلود والحياة الأبدية.

وقبل هذا التحول تمكث النفس في عالم مرحلي انتقالي بين العالمين العالم الدنيوي وعالم الأخره
وهو البرزخ وفيه تمكث النفوس منتظره حتى يأتي اليوم يوم البعث من جديد إلي الحياة الأخره وينفخ في الصور فيقوم الناس ينبتون من أخر عظمة من عظام العمود الفقري تسمي العصعص وهي الوحيدة التي تبقي لا تتآكل
ينبتون من الأرض كما ينبت النبات , وتأتي بعد ذلك حاله عظيمه هي حاله الحشر حيث احتشاد كل الخلق من بشر ودواب وجن ولن نتكلم عنها الان.

والموت وميعاده من الغيبيات الخمسة التي أخفاها ربي عن عباده واستأثر بها ربي تبارك اسمه وجل شانه لنفسه ولم يظهر عليها احد قال تعالي ۞إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير۞
فاستأثر ربي بعلم مكان وزمان الموت حتى يكون الاختبار حقيقيا ولا تزيف نفس محتواها لو علمت نهاية الأجل المؤقت في الدنيا.

ويكون الموت بنزع الروح من الجسد الترابي العدمي عن طريق الملك الموكل بقبض الأنفس ملك الموت

ولخروج الروح من الجسد أشكال حسب طبيعة النفس وعملها وتعلقها بالجسد فالنفس الشريرة غير النفس الطيبة

فالنفس الشريرة تبشرها الملائكة باللعنات من السماء والغضب من الله كما في الحديث الذي لا اذكر نصه يقول ملك الموت أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلي سخط من الله وغضب فتنتشر في أعضاء الجسد فينتزعها منه انتزاعا بالضرب تضربه الملائكة حتى تخرج الروح.

أما النفس الطيبة تبشرها الملائكة اخرجي إلي رضا من ربك تبشرهم في الحياة الدنيا برضي الله فتفيض هذه النفس كما قال الرسول كالقطرة من فم السقاية يعني كالقطرة تسقط من كوب أو من إناء كذلك الروح الطيبة. و لخرجها شده ولكنها ليست كشده الكافر.
هذا حال خروج الروح من الجسد وبعد ذلك تتعلق النفس تعلقا خفيفا بالجسد حتى يوم البعث.

استوقفتني في القران آيات هل الموت مره واحده أم أكثر من مره؟ وكيف يكون هذا ولم يكون؟
قال تعالي علي لسان المجرمين ۞ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلي خروج من سبيل۞ وهو كلام صريح يقول بالإماتة مرتين والإحياء مرتين وإمكانية حدوث ذلك قائمه والله علي كل شيء قدير قد يكون الله أراد أن يقيم الحجة عليهم

والعلماء قد فسروا هذه الآية بان الموتة الأولي هي النوم والثانية هي الموت

وتأتي أيه أخري عن المؤمنين يقول الله جل وعلي فيها ۞لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولي ووقاهم ربهم عذاب الجحيم۞(الدخان آية 56)

فإذا كان الموتة الأولي في آية الأولي معناها النوم فلماذا قال ربي لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولي عن المؤمنين رغم أنهم كانوا ينامون أيضا!! فلا يمكن أن يكون هذا الفهم الصحيح للآية.

والله في القران يقول ۞إنه هو يبديء ويعيد۞(البروج-13)
ويقول أيضا ۞كما بدأكم تعودون۞(الأعراف-29)

ويقول لنبيه صلي الله عليه وسلم ۞ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا۞ إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا۞(الإسراء-74-75)
وهو تحذير لكل المسلمين إن عقوبة إتباع الكفار أن يذوق الفاعل ضعف الحياة وضعف الممات والتضعيف هنا ليس بالطول إنما بالعدد كما جاء في الآية عندما يكلم احد أهل الجنة قرينه في النار ۞فاطلع فرآه في سواء الجحيم۞ قال تالله إن كدت لتردين۞ ولولا نعمه ربي لكنت من المحضرين۞ أفما نحن بميتين۞ إلا موتتنا الأولي وما نحن بمعذبين۞(الصافات55-59)
والمعني واضح أننا ميتون أكثر من مره علي لسان أهل النار

وهذا شيء قد طرحه بعض المفكرين الغربيين اسمه اعاده التجسد ولن ندخل في تفاصيله لأنهم أخذوه بمفهوم أخر لكن لا يمكن لأحد أن يقول قول فصل في هذا الموضوع هل هي حياه واحده وموته واحده أم هل يعيد ربي الكافر في الدنيا مره أخري ليقيم عليه الحجة هذه أراء ولا يعلم الحق إلا الله أسال الله أن يجعل الحياة لنا زيادة في كل خير ويجعل الموت راحة لنا من كل شر

وأسال الله أن يجعل مقامنا في هذه الدنيا خيرا لنا وللناس ويجعلنا من عباده الذين يستعملهم في الخير, فقطع دربك في الدنيا بالخير واكره نفسك عليه حتى تحبه ويكون مكنونها حتى تسعد في دنياك وأخراك حيث الخلود فلا موت.
واعلم إلي أي المصائر أنت صائر.. والي ربك العاقبة.