~{بسم الله الرحمن الرحيم}ْ~
{أَرْوَاَحْ } وَ { أَرْوَاَحْ }
هناك أرواح [ مُنتنة ] :
قبل أن تصل إليها ، تختنق من نتن
روائحها ، و تعتصرك أوجاع من بشاعة مُحيطها ..
لا تستطيع الاقتراب منها .. فــ
إن اقتربت .. امتلأت ثيابك المُعطرة بنتنها ..
و لما استطعت أن [ تُطهر ] نفسك
أبداً من دنسها !
:
هناك
أرواح [ مُتقلبة ] :
تشرق حيناً ، وتغيب أحياناً أخرى ..
تهديك باقات من
الورد .. لكنها لا تكلف نفسها عناء انتزاع أشواكها ..
فــ ما إن تمسك بالوردة
النقية حتى تجرح أناملك ، لكن طيب الرائحة يساعدك على الصبر ..
فتنظر إلى من
أهداك إياها .. وتبتسم له رغم قرصة الوجع في يدك ..
تلكَ الأرواح ] ضعيفة .. فلا
تبخل عليها بكفك المجروح ..
و أوصلها لنهاية الطريق ..
وكن واثقاً أنها لن
تنسى جميلك أبداً ..
فبقع دمك .. التي لطخت كفوفها لن تزول مهما مرت الأيام ..
أبداً ..
و ستبقى شاهداً على ] نقاوتكِ !
هناك أرواح [ طفولية ] :
كــ الأطفال تماماً .. حتى لو
بلغوا الستين من العمر ..
ابتساماتهم ، ونكاتهم ، وفضولهم ..
تصرفاتهم ،
وحياتهم ، وألوانهم ..
كلها سمات أطفال !
لا تملك إلا أن [ تعشقهم ] كما تعشق
الأطفال ..
لأنهم .. << أعجز عن الوصف !
ربما تشعر اتجاههم بامتنان
..
لأنك معهم تستطيع إفساح المجال لـ [ طفولتك ] المكبوتة بحرية تامة ..
و
لأنك معهم تترك [ هموم ] عالم الكبار ..
فتبكي بكاءً حاراً على قطعة شوكولا
اختطفها منك أحدهم !
و أكثر ما يريحك .. أن إسعادهم سهل ..
فابتسامة ولعبة
كفيلة بجعلهم يشعرون أن الدنيا كلها معهم : )
فما أحلى الأطفال
!:
و هناك أرواح [ طاهرة ] :
تشعر بامتنان عميق نحوها
..
لأنك .. معها لا تشعر بدونية ، و في ذات الحين لا تشعر بسيادية ..
لم
ينظروا إليك .. نظرة حقد ، ولا نظرة حسد أبداً ..
لم يرمقوك بغضب .. وما حاولوا
أذيتك في حين ..
بل العكس .. فهم [ يحتوونك ] بكل دفء الكون ..
ومن جدب روحك
.. يصنعون جنة الأمل ..
تشعر بأن [ صدق ] الدنيا كلها في أفئدتهم ..
فــ
ليرضى عنهم الله في الدنيا والآخرة ..
و هناك أرواح [ مقززة ] :
فما إن تجالسهم .. حتى تعتريك
رغبة في القيء ..
وما إن تبتعد عنهم ..
حتى تسابق قدميك للوصول لأقرب [ دورة
مياه ] ..
وتبدأ في إفراغ قرفك ، فإن لم تَجُد معدتك بما فيها ..
اكتفيت بــ
[ بصقة ] تحاول بها إزالة [ مرارتك !:
و هناك أرواح [ دافئة ] :
لا تملك أمامهم إلا [ الحب ]
..
فتُحبهم هم ، و تحب قربهم و أصواتهم و جمالهم ..
تود لو تفديهم بروحك ..
و تود لو تستطيع انتزاع كل آلامهم ..
حتى [ أنانيتك ] تحبهم !
و تبقى تدعو و
تدعو و تدعو أن تجتمع بهم في جنات النعيم ..
فهم [ رفاق خيرٍ ]
..
وهناك أرواح [ عادية ]
:
ربما .. تسميهم هكذا .. لأنك لازلت لا تعرفهم ..
لكن .. لابد أن تكون فيهم
بصمة تميزهم ..
فــ [ اكتشفها !:
هناك أرواح [ ساخطة ]
لا تكاد تجد بين حروفها رضاً و أملاً ..
اقترابك منها كفيل بزرع [ اكتئاب ] العالم كله فيك ..
لا يرضيهم شيء .. ولا
يروقهم شيء ..
ولا يكتفون بذلك .. بل يحاولون جعلك ترى الدنيا بنظرتهم [
السوداوية ] ..
فــ ابتعد عنهم .. وابتعد .. ثم ابتعد
..
هناك أرواح [ مُشفقة ]
:
يجيدون فن الإشفاق .. يشاطرونك البكاء إذا بكيت ..
لكنهم في الفرح لا
يستطيعون اقتسام سعادتك معك ..
فهم يُفضلون أن تحتفظ بها لوحدك ..
أولئك ..
لهم [ قيمة ] بين مشاعرنا ..
فهم .. عكازنا عندما نصاب بعجز ..
فليرحمهم
الرحمن ..
هناك أرواح [ ...... ]
:
لا تستطيع البقاء معهم ..
ليس لأنهم سيئون .. بل على العكس .. فهم على خير
ما يكون ..
لكن .. بقربهم .. تفقد كثيراً من امتيازاتك ..
وتشعر بــ [ تضاؤلك
] ..
و تموت [ شخصيتك ] وتذبل كل [ أحلامك ] ..
وتشعر بأنك [ تابع ]
..
فتضطر أن تبتعد عنهم لتعتمد على نفسك ..
رغم أن الكثير يحسدونك على
صداقتهم ..
ويعتبرونك [ تدوس النعمة ] ..
قد لا يدركون مغزى فعلك ..
لكن
[ و لا يهمك ] فأنت أدرى بمصلحتك منهم ..
لكن قبل اتخاذ القرار [ استخر ] و [
استشر ] ..
هناك أرواح [ مُحترمة ] :
فلا تستطيع أن
تقف أمامهم إلا ببزة عسكرية ..
رافعاً يديك بالتحية ..
أنت ممتن لهم .. و أنت
تحبهم ..
لكنهم .. قد لا يقدّرون ظرفك ،
و قد يُشعرونك برعب هائل
،
وحيناً و بدون قصد يُبنون بداخلك قلاع من الفشل والإحباط ..
فتخبو شمعتك ،
والسبب [ هُم ] .
((آإخوكم آإنوسي ,, أتمنى أن يرتقي
لذائقتكم))]